عند طلب كيب تورنر لأول مرة الوظيفة في شركة AT&T في عام 1973، لم يتخيل أنه سيعمل في هذه الشركة طوال حياته المهنية.
كان تورنر في سن الثامنة عشر في ذلك الوقت، وكان قد انتهى للتو من سنة دراسية في جامعة ولاية أركنساس حيث درس علوم الحيوان ولكن بعد أن اكتشف جميع المواد الدراسية المطلوبة ليصبح طبيب بيطري، أدرك أنه يحتاج إلى وظيفة توفر دخلاً “فقط للتفكير في ذلك”، وقرر ترك الدراسة.
كانت وظيفته الثانوية كسائق شاحنة للأخشاب غير مناسبة لهذا السبب، لذلك استفسر من والده الذي يعمل كموظف في شركة ساوث ويسترن بيل للاتصالات إذا كان يعلم عن أي وظائف شاغرة في مجال الاتصالات.
في صيف العام ١٩٧٣، ذهب تورنر إلى ليتل روك لإجراء مقابلة وانضم إلى شركة AT&T في وظيفة “مثبت محطات”، وهي وظيفة تتضمن إنشاء محطات إشارات الهواتف.
تيرنر، البالغ من العمر الآن 68 عامًا، قضى خمسين عامًا من حياته المهنية مع الشركة، ومن المرجح أن يتقاعد معها في السنوات القادمة القليلة.
تيرنر يقول إنه عمل في حوالي ثمانية وظائف مختلفة خلال الخمسين سنة التي قضاها في AT&T، استمرت كل وظيفة لمدة تتراوح بين سنتين وسبع سنوات، بإستثناء وظيفته الحالية كمهندس رئيسي لتطوير المنتجات، التي يشغلها منذ عام 2009.
تيرنر يرغب في توجيه الشباب المهنيين بناءً على خبرته الشخصية، بعدم السماح للمتطلبات التعليمية بأن تعوق مسار التقدم نحو الوظيفة المطلوبة.
انضم تيرنر إلى شركة AT&T بدون أن يكون لديه درجة البكالوريوس، واكتسب المعرفة والخبرة من خلال العمل.
ويقول تيرنر: “لقد حظيت بالحضور في حوالي 150 دورة تدريبية متنوعة في مختلف أنحاء البلاد، وتعلقت بكل شيء في هذ المجال، بداية من إستكشاف الأخطاء الأساسية وإصلاحها، وصولاً إلى هندسة الموجات الدقيقة للراديو ومزامنة هندسة الألياف الضوئية والصيانة ودعم الصيانة لهندسة الموجات الدقيقة”.
في حين أن العديد من هذه الدورات لديها قيمة جامعية، يشير تيرنر إلى أن أحد أكبر أسفه في حياته المهنية هو عدم إستخدام فوائد التعليم التي يقدمها AT&T للعودة إلى الكلية، ويضيف قائلاً: “كنت أرغب في الحصول على شهادة في مجال الهندسة”.
حاليًا، تُقَدِّم AT&T تعويضًا يصل إلى 30 ألف دولار للموظفين المؤهلين لتغطية تكاليف الدراسة، تتعاون الشركة مع جامعة Notre Dame وجامعة أوكلاهوما وكلية Champlain وجامعة North Carolina A&T وجامعات أخرى لتوفير برامج محددة، وذلك لمساعدة الموظفين في الحصول على درجاتهم الأكاديمية بمبلغ لا يتجاوز 30 ألف دولار، وبالإضافة إلى ذلك، يتاح أيضًا إتمام هذه الدورات بنسبة 100٪ عبر الإنترنت.
ويقول ترنر التعليم والعمر الوظيفي هما جانبان هامان في حياة الموظفين الشباب، نصيحة هامة أخرى لهم هي استغلال جميع فرص التدريب والتعليم التي توفرها الشركات، في هذا السياق، يظهر القول الذي ينسبه تيرنر: “أتمنى لو أنني استفدت من تلك السنوات السابقة”.
أصبحت تحقيقات الرسوم الدراسية ميزة عامة للعمل، حيث أكد 48% من أرباب العمل تقديم مساعدة في تكاليف الرسوم الدراسية للطلاب الجامعيين والمتخصصين كميزة إضافية، وفقًا لاستطلاع أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية، وإدلاء استبيان منفصل أجرته شركة “ويليس تاورز واتسون” في عام 2021 بنسبة 80% من كبار أرباب العمل الذين يقدمون منحًا للرسوم الدراسية.
بالرغم من استمرار فرصة الوصول إلى تلك المزايا الجامعية، يعبر تيرنر عن قوله: “في الوقت الأخير، أصبحت مشغولًا جدًا في حياتي الشخصية والمهنية. لا أعلم متى سأجد الوقت للعودة إلى الدراسة، فسيتطلب الأمر الكثير من الجهد للتعقب، يوجد بعض زملائي في العمل الذين عادوا إلى الدراسة، وهم أصغر سنًا قليلاً واعترفوا بصعوبة الأمر”.
يقول تيرنر: “تعلمت من خلال تجربتي العملية في مجال الهندسة اللاسلكية والخلوية لدى شركة AT&T أمورًا لا يمكن قيمتها قد استغرق الأمر وقتًا طويلاً بعض الشيء، ولكنه كان لا يقدر بثمن.”
